* معركة أحد 3هجري و موقف المشركين و على رأسهم أبو جهل المخزومي و أبو سفيان بن حرب و زوجته آكلة الأكباد هند بنت عتبة :
]نذر أبو سفيان بعد هزيمته و هزيمة المشركين بأن لا يمس بدنه الماء حتى يقتل رسول الله و أرسل القرشيون و هو على رأسهم عدة أشخاص منهم وهب بن عمير و جعلوا أواقي "جائزة من الذهب" على أن يقتل النبي –صلى الله عليه وآله- فأطلعه الله على ذلك (ابن الأثير ، أسد الغابة ، 5 / 97)
أما زوجته هند بنت عتبة "قال ابن إسحاق : وكان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة أو مرت به تقول : و يها أبا دسمة اشف و اشتف ، يعنى تحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب" (ابن كثير ، السيرة النبوية ، 3 / 21)
و جمعت قريش عدتها و توجهت لملاقاة المسلمين ، و أثناء ذهاب المشركون لمعركة أحد و على رأسهم أبو جهل المخزومي و أبو سفيان بن حرب لمحاربة المسلمين " أشارت هند بنت عتبة لكفار قريش بعد أن وصلوا إلى الأبواء بنبش قبر الرسول آمنة بنت وهب " ( الحلبي ، السيرة الحلبية 2 /490) و هذا يدل على حقدها على رسول الله وكيف تريد ان تنتقم من مقتل أهلها عتبة و شيبة و ولدها حنظلة والوليد "لعنة الله عليهم" و خبثها حتى أن عتاة قريش كأبي جهل المخزومي رفض ذلك حتى لا تصبح عادة بين العرب و يقوم أعداء قريش و هم بني بكر بنبش قبور قريش .
معركة احد:
و حدثت معركة أحد بين المشركين بقيادة أبو سفيان و المسلمين بقيادة رسول الله –صلى الله عليه وآله- و كان النصر حليفا للمسلمين إلا أن رماة السهم على جبل أحد خالفوا أمروا الرسول و نزلوا عن الجبل لجمع الغنائم و الأسلاب و كثير من الصحابة انهزموا و فروا من المعركة و نأتي لمقتل أسد الله و رسوله ، و يصف قاتله و حشي "عليه من الله ما يستحق" كيف انه قتل حمزة "رض" غدرا ، حيث يقول : "والله اني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يليق شيئا مثل الجمل الأورق إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فقال له حمزة هلم إلي يا ابن مقطعة البظور فضربه فكأنما أخطأ رأسه وهززت حربتي إذا رضيت منها وقعتها عليه حتى وقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه وأقبل نحوي فغلب فأمهلته حتى إذا مات جئت إليه فأخذت حربتي ثم تنحيت إلى العسكر ولم يكن لي بشيء حاجة غيره" (محمد بن إسحاق ، سيرة ابن إسحاق 3 / 308) .
و هذا الغلام الحبشي وحشي كان "مدمن خمر " (الذهبي ، سير أعلام النبلاء 1 / 174) و "رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال لوحشي حين أسلم غيّب وجهك عني يا وحشي لا أراك "
(ابن عبد البر ، الاستيعاب 4 / 1564 وأيضا: الذهبي ، سير أعلام النبلاء 1 / 176) .
* أبو سفيان و زوجته آكلة الأكباد هند و حقدهم الدفين على رسول الله –صلى الله عليه آله- :"قال ابن اسحاق : و وقعت هند بنت عتبة ، كما حدثني صالح بن كيسان ، والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه و آله- يجدعن الآذان و الأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال و أنوفهم خدما و قلائد و أعطت خدمها و قلائدها و قرطها وحشيا غلام جبير بن مطعم ، و بقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطيع أن تستسيغها ، فلفظتها ..." (ابن هشام ، السيرة النبوية 3 / 579 و أيضا : الذهبي ، تاريخ الإسلام 2 / 188) فلما علم النبي –صلى الله عليه وآله- قال : " لو دخل بطنها لم تدخل النار" (ابن عبد البر ، الاستيعاب 1 / 369) و من هنا سميت "بآكلة الأكباد" .
و "وقف أبو سفيان على جثمان سيدنا حمزة "رض" و أخذ يدق فمه بالرمح و يقول: ذق يا عقق ، أي ذق يا عاق قومه القرشيين " ( الطبري ، تاريخ الطبري 2 / 206 وأيضا: ابن هشام ، السيرة النبوية 3 /608 و أيضا: الزركلي ، الأعلام 2 / 270) .
ولا نستبعد ذلك من أبو سفيان فقد " كان من زنادقة قريش ، أي ملحدا " (محمد بن حبيب البغدادي ، المحبر ، ص 161) و هو من أئمة الكفر بنص القرآن الكريم ، قال الله تعالى : "فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون" ( التوبة:12) فقد روي الطبري بتفسيره : "عن مجاهد عن ابن عمر في قوله : فقاتلوا أئمة الكفر ، قال : أبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، وعتبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، وسهيل بن عمرو ، وهم الذين نكثوا عهد الله وهموا بإخراج الرسول من مكة" ( الطبري ، جامع البيان 10 /114 وأيضا : الحاكم النيسابوري ، 2 / 332 صححه على شرط الشيخين)
و حتى بعد فتح مكة المكرمة عام الفتح 8 للهجرة و بعد سنين نرى حقد أبو سفيان على عم نبينا –صلى الله عليه وآله- حيث " أن الأمر لما أفضى إلى عثمان بن عفان أتى أبو سفيان قبر حمزة فركله برجله ، ثم قال: يا حمزة إن الأمر الذي كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم و كنا أحق به من تيم و عدي" (المقريزي ، النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم ، ص87)
و المعلوم أن عثمان من بني أمية و أبو بكر من تيم و عمر بن الخطاب من عدي .
و كانت مصيبة نبينا الأعظم –صلى الله عليه وآله- عظيمة بمقتل عمه و بطل الإسلام حمزة ، وروي انه ما رأى المسلمون رسول الله باكيا أشدّ من بكائه على حمزة ، و قال عنه نبينا –صلى الله عليه وآله- : "يا عم رسول الله و أسد الله و أسد رسوله يا فاعل الخيرات ، يا كاشف الكربات ، يا ذاب يا مانع عن رسول الله " ثم ألقى عليه بردة كانت عليه – صلى الله عليه و آله -
و "مر رسول الله –صلى الله عليه وآله- بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل و بني ظفر فسمع البكاء و النواح على قتلاهم فذرفت عينا رسول الله –صلى الله عليه وآله- فبكى ثم قال : لكن حمزة لا بواكي له ، فلما رجع سعد بن معاذ و أسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمر نسائهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله –صلى الله عليه وآله-" (الطبري ، تاريخ الطبري 2 / 210 وأيضا: ابن سعد ، الطبقات الكبرى 3 / 10)
و " حتى أن السيدة فاطمة الزهراء "رض" كانت تزور قبر حمزة ترمه و تصلحه " ( ابن شبة النميري ، تاريخ المدينة 1 / 132 وأيضا : ابن سعد ، الطبقات الكبرى 3 / 19)
* الآيات و الأحاديث الشريفة الواردة بحق أسد الله "رض" :
- قال تعالى : " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين" (الزمر: 22) ، قال الواحدي النيسابوري: " قوله تعالى ( أفمن شرح الله . . . ) نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب ، فعلي وحمزة شرح الله صدره وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم " ( الواحدي النيسابوري ، أسباب النزول ، ص307) .
- قال رسول الله – صلى الله عليه وآله- : "خير أخوتي علي وخير أعمامي حمزة" ( المتقي الهندي ، كنز العمال 11 / 600)
حشرنا الله مع محمد و آله و أصحابه المنتجبين آمين يا رب العالمين ...
و دمتم سالمين ....[/size][/size]
[center]