amr Admin
عدد الرسائل : 370 تاريخ التسجيل : 24/02/2008
| موضوع: مقدمة فى علم الحديث لفضيلة الشيخ مصطفي العدوي الإثنين أبريل 27, 2009 5:36 pm | |
| مقدمة فى علم الحديث لفضيلة الشيخ مصطفي العدوي
أ - اهمية علم الحديث :-
علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية ، إن لم يكن أجلها ، فعليه وبه تقوم سائر العلوم الشرعية ، ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ , وأوقع غيرَه في الخطأ , وانحرف عن النهج السديد من حيث يشعر , ومن حيث لا يشعر , سواء كان مفسراً أو فقيهًا أو أصولياً أو واعظاً أو مؤرخاً .
فقد تجد مفسراً من المفسرين يفسر آيات من كتاب الله , ويجتهد في تفسيرها غاية الاجتهاد ، إلا أنه جانَب الصواب بعد الاجتهاد كله ؛ وذلك لأنه بنى تفسيره للآيات على أحاديث ضعيفة , أو موضوعة , أو أثر لا يثبت عن قائله .
وقد تجد فقيهاً يصول ويجول في مسألة فقهية لتحريرها , ويحاول - قدر جهده - الوصول إلى الصواب فيها، ولكنه لا يُوفق ؛ لأنه بنى رأيه فيها على حديث ضعيف, وهو لا يشعر .
وكذلك بالنسبة لأهل الأصول , تجد فيهم ـ مثلاً ـ أصولياً يُؤَصِّل قاعدة من القواعد التي تبنى عليها الأحكام ، وتُؤَسس عليها مسائل من الدين ، يؤصلها على حديث ضعيف ، فتأتى القاعدة وما رُكِّبَ عليها بضرر على الدين أكثر من النفع الذي رجاه مؤسسها ومؤصلها . وما أكثر هذا في الوعاظ , الذين يزعمون أنهم يقربون الناس إلى ربهم , ولا يشعرون أنهم يكذبون على رسول الله , ويَتَقّوَّلُون عليه ما لم يقل ، بل ويكذبون على الله عز وجل ؛ إذ ينسبون إليه ما لا يحصى مما لم يقله - سبحانه - من الأحاديث القدسية (1) ، بعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعدَ أهل السنة والجماعة , وأصول الدين من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المطهرة ، فضلاً عما فيه من وصف الرب سبحانه بما لم يصف به نفسه، فلا يبتعدون بأفعالهم هذه عن الوقوع تحت طائلة قوله تعالى :- " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [ الأنعام : 144 ].
أما المؤرخون , فحدث ولا حرج ، فقد قل فيهم الصالحون ، وفشا فيه الكذب ، فزوروا التاريخ ، وزيفوا الحقائق ، وشوهوا جمال سيرة النبي ( ص ) بما اختلقوه فيها ونسبوه إليها , فكان علمُ الحديث الحَكَمَ في ذلك كله ، فجزى الله أهله خير الجزاء ؛ إذ نافحوا عن سنة نبيهم ( ص ) , وصحّحوا مسارات العلوم الشرعية ، ونظّفوا سُقياها من كل شائبة ودخيلة ، فعظم الله أجرهم ، وغفر زلاتهم، ورفع درجاتهم، وأسكنهم فسيح الجنان .
1) انظر كتاب: " ضعيف الأحاديث القدسية" لأخينا أحمد العيسوي حفظه ا | |
|