مقال في تحريم الاحتفال بعيد الم وهو قول علماء السلف المعاصرين ومشايخ أهل السنة

الوعيد والذم للمحتفل بعيد الأم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بحرمة الاحتفال بعيد الأم هذه البدعة المأخوذة عن الكفار ،وصدق رسول اللهr حين قال : « لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟! »[1] ،والأحاديث مستفيضة في النهي عن التشبه بالكفار قال r :« خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ »[2]، و قال r: « من تشبه بقوم فهو منهم »[3]، فهذه الأحاديث تدل على تحريم التشبه بالكفار فالأصل في النهى التحريم ما لم يأت ما يصرفه عن التحريم[4] ،وعند النظر في تاريخ الاحتفال بعيد الأم نجد أصل نشأته في بلاد الكفر ،وكانت آنا جارفس هي صاحبة فكرة جعل يوم عيد الأم إجازةرسمية في الولايات المتحدة ، فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها ، وكانتابنة للدير، وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية "أندرو" في جرافتون غربفرجينيا ، وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمالوالوزراء ورجال الكونجرس ؛ لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد ، وكان لديهاشعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم، وكانت تأمل أن يزيد هذااليوم من إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء، وتقوى الروابط العائليةالمفقودة ،،وقد بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربيفي مصر على مصطفى وعلي أمين ،واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارسسنة 1956م ، ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى نخلص من هذا أن فكرة الاحتفال بعيد الأم فكرة غربية وافدة من بلاد الكفرفيحرم الاحتفال بعيد الأم ؛ لأن الكفار هم أول من احتفل به هذا دليل على التحريم ،و عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلتِ الأنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ r ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا )[5] ، وقوله r: هذا عيدنا يدل على الاختصاص أي لا عيد لنا إلا ما خصصه رسول الله rأي عيد الفطر وعيد الأضحى فلا يجوز الاحتفال بعيد غير الأعياد المشروعة لنا فهذا دليل أيضا على حرمة الاحتفال بعيد الأم ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( كَانَ لأهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )[6] فاليومين الجاهليين لم يقرهما النبي r ، ولاتركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدالمن الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ، فيكون ما سوى عيد الفطر والأضحى يحرم الاحتفال به ، و قوله r لهم : ( وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ) لما سألهم عن اليومين فأجابوه إنهما يومان كانوا يلعبونفيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصدالنهي لم يكن لذكر هذا الإبدال مناسبة ،وفي هذا الحديث دليل على أن الله هو الذي يشرع الاحتفال بالأعياد ، وليس أمر الأعياد متروكاً للناس يحتفلون بأي عيد حسب رغبتهم ،وفي هذا الحديث أيضاً دليل على تحريم الاحتفال بعيد الأم ؛ لأن الله لم يشرعه لنا ،والله أوجب علينا طاعة الأم وبرها ،وحرم عقوقها وقطيعتها ،ومن أراد أن يهديه والدته هدية فلا تكن في هذا اليوم نسأل الله أن يرحم آبائنا وأمهاتنا وكتب ربيع أحمد طب عين شمس الفرقة السادسة الأحد 21/1/ 2007 م

[1] - رواه البخاري في صحيحه رقم 3269 ورواه مسلمفي صحيحه رقم 2669

[2] - رواه البخاري في صحيحه رقم 5892 ورواه مسلمفي صحيحه رقم 259

[3] - حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبى داود رقم 4031

[4] - انظر أصول الفقه للشيخ محمد الخضري ص 198 دار الحديث الطبعة الأولى 2001 م وعلم أصول الفقه د. محمد الزحيلي ص 236 دار القلم الطبعة الأولى 2004 م ،و الوجيز في أصول الفقه د. عبد الكريم زيدان ص 302 مؤسسة الرسالة الطبعة السابعة 2000 م ، و أصول الفقه د. محمود بلال مهران ص 352 دار الثقافة العربية 2004 م ،والوجيز في أصول الفقه د. وهبة الزحيلي ص 215 دار الفكر ،وشرح الأصول من علم الأصول للعلامة ابن عثيمين ص 136 المكتبة التوفيقية

[5] - رواه البخاري في صحيحه رقم 949 ورواه مسلم في صحيحه رقم 892

-[6] حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي رقم 1556